فرصة ذهبية

بعد كثير من القبلات على سماعة التلفون التي كانت باردة وجامدة، ولكن في مخيلتي كأنها شفائف دنيا الطرية الدافئة، إنتهت المكالمة وأقفلت السماعة وذهبت للنوم. إستيقظت بعد الظهر وذهبت لأكل شيئا في المطبخ، وأثناء ذلك إتصل   يوكوزونا   وأخبرني إن كنت أريد أن أخرج معه بالمساء، فوافقت لأني سأخذ وقتا لأفكر كيف سأختلي بدنيا. وقفت بجانب النافذة وانا أدخن أفكر، فتذكرت المرأة صاحبة الشقق، فهرعت للإتصال بها وسؤالها عن إمكانية إستئجار الشقة مرة أخرى، إتصلت بها :  يا مدام انا اللي إستأجرت الشقة منك إمبارح، عايز أستأجرها منك مرة تانية  ، ردت المرأة:   اسمع انا مش فاضية أأجرهالك كل مرة يوم واحد ووقت ما تحب، يا تاخدها اكتر من يوم يا بلاش   فقلت لها:   طيب أخدها يومين   فردت:   مش أقل من تلات ايام   تناقشنا كثيرا الى ان انخفض السعر الى 200 جنيه باليوم لمدة اربعة ايام، وانا ادفع نصيب البواب، فوافقت واتفقت ان أخذ الشقة في اليوم التالي، قلت في نفسي اربع ايام افضل حتى يتسنى لي اعطاء دنيا فرصة لكي ترتب نفسها في اي يوم خلال هذه الأيام لنتقابل ولو ليوم واحد. أتى وقت المساء ومر   يوكوزونا   علي بسيارته بعد إصلاحها، ونحن في الطريق إلى مدينة نصر سألته من سنقابل فقال بعض الأصدقاء   حيعجبوك قوي  ، فوصلنا إلى مقهى على مقربة من شارع عباس العقاد ونزلنا لنقابل جماعة   يوكوزونا   فإذا هم من الشباب ال  يامان  ، فقلت في نفسي:   وليه ما خلصنا؟  ، فجلسنا نشرب الأراجيل ونتحادث وكانت توجد فتاة جميلة اعجبتني جدا، حاولت التودد إليها لكن دون جدوى، فلم اعجبها على ما اعتقد، فلاحظ   يوكوزونا   ذلك وابتسم لي. جلسنا نتحادث حتى مضى وقت طويل فسألني   يوكوزونا   :  ايه رأيك نروح نسهر؟   فقلت:   طيب، بس فين؟   فقال:   نروح الميراج كلوب في فندق سفنكس بشارع الهرم   فقلت له:   مش المكان ده لازم   كوبل  ؟(يعني واحد ومعاه وحدة)   فقال:   مش مهم، انا بعرف مدير المكان وممكن يدخلنا   فوافقت وذهبنا. دخلنا المحل وكان أشبه بالديسكو ولكن محترم، وكان به فرقة روسية مغنيتها جميلة لدرجة أني رغبت ان   انيكها   في وسط الديسكو، فسألت يوكوزونا:   البنت الروسية دي ممكن نعلقها؟   فقال لي:   اي يا عم انت عايز تعلق اي وحدة؟ دي غالية قوي وعايزلها فلوس   فقلت له:   يعني كام؟   فقال:  مش أقل من 2000 جنيه ويمكن كمان تديها هدية، ومش سهل انك تروح وتقولها عايزك لأنها ما تطلعش مع اي حد   فقلت له:   كس امها، ماهو بـ  دبي   تلاقيهم بتراب الفلوس وهنا يشوفوا نفسهم وبالمبلغ دا؟   فرد علي:  يا سيدي نتفرج احسن وبعدين نضرب عشرة   فضحكنا لما قاله واستمتعنا بالسهرة. خرجنا بعد منتصف الليل وركبنا السيارة، ونحن في الطريق قال لي يوكوزونا:  انا مبسوط جدا لأنه حأقدر أجيب صحبتي للبيت 3 ايام مرة وحدة   فقلت له:   واهلك مش حيكونوا موجودين بالبيت؟   فقال:   هو انت ماتعرفش؟   فقلت له:   اعرف إيه؟   فقال:   أهلي وأهلك طالعين يقضوا 3 ايام في مرسى مطروح   فقلت له:   متى اتفقوا؟ انا ماحدش قاللي حاجة   فقال:   ايه ياراجل انت زي الأطرش في الزفة؟، النهارده الصبح   فقلت في نفسي ما هذا الغم، بعد ان إتفقت مع دنيا واتفقت مع صاحبة الشقة، - شكلها ما فيها نيكة ابدا- فسألت يوكوزونا:   اهلك طالعين مع ا*****؟   فرد:   لأ بس دنيا واخويا الصغير، لأنه أخويا الكبير مش فاضي وراجع بورسعيد عشان شغله هناك   فقلت في نفسي يجب ان اذهب طالما دنيا ذاهبة يمكن اجد فرصة هناك. رجعت إلى المنزل فكانوا أهلي نائمين وجلست في الصالون انتظر ربما تتصل دنيا، وفعلا اتصلت فقالت:   إزيك يا فوفو، انت كنت فين؟   فقلت لها:   حأكون فين غير مع اخوك   قالت:  عرفت إللي حصل؟   فقلت:  هو ايه اللي حصل؟   ردت:  اهلي واهلك ناويين يسافروا مرسى مطروح   فقلت لها:  ايوه عارف – بصوت يعلوه الزهق – فقالت:   مالك؟ انت مش مبسوط؟   قلت لها:   مبسوط؟ انا كان نفسي اشوفك واخرج معاكي لوحدنا زي ما اتقفنا ليلة امبارح  ، فقالت:   مانا عارفة بس نعمل ايه؟ همة دول اهلنا وشكلنا لازم نطلع معاهم  ، قلت لها:   انا مش عايز ويمكن اقعد في البيت أقولهم اي عذر عشان اقعد   فقالت لي:   يعني مش عايز تشوفني؟   قلت:  لأ عايز اشوفك، بس مش حأخد راحتي اذا طلعنا معاهم   فقالت:   طيب واذا انا قعدت هنا، تقدر تخرج معايا؟  ، رددت:   تقدري تقنعيهم بكده؟   قالت:   أحاول  ، فقلت لها:   لو قعدتي هنا أوعدك اني اعملك اللي انتي عايزاه   فقالت:   اوكي نشوف، حأرد عليك بكرة  . فأقفلنا السماعة وذهبت الى غرفة نومي وتمددت على السرير وانا اتخيل ما يمكنني ان افعله معها اذا لم تذهب مع اهلها، لكنني نسيت ان   يوكوزونا   سيكون موجود ايضا وسيكون مشكلة.
استيقظت ظهر اليوم التالي وكانوا اهلي يتناولون الغداء الذي كان فطورا بالنسبة لي فقالوا لي ان هناك خبرا سيفرحني فقلت لهم وماهو؟ فقالوا بأنهم سيذهبون مع اهل دنيا الى مرسى مطروح في اليوم التالي صباحا. فقلت لهم اني علمت من   يوكوزونا   ليلة البارحة وربما لن استطيع الذهاب معهم، فتفاجئوا وقالوا لم؟ فقلت أولا   يوكوزونا   لن يذهب لأنه مرتبط وبعد ذلك أحد اصدقائي قادم إلى القاهرة ويجب ان استقبله لأنه لا يعرف أحد هنا – كذبة بيضاء – فألحوا إلحاح شديد إلى ان تعبوا عن إقناعي. – طبعا اخذوا مني موقف، بس كله عشان الكس اللي يخللي الواحد ينسى اهله - . حل المساء وخرجنا انا و   يوكوزونا   كعادتنا وكان يستشيط غضبا، فسألته عن السبب فقال:   البنت دنيا مش رايحة مرسى مطروح  ، فلم اتمالك نفسي وقفزت من على مقعد السيارة وقلت:  إيه؟   فقال:  زي ما بقولك، قعدت تدلع وتبكي وتقول مش عايزة اروح لأنه في عيد ميلاد وحدة صحبتها لازم تروحه ومش عايزة تفوت الحفلة دي   فقلت له:   وأهلك وافقوا؟   فقال:   دي الدلوعة بتاعتهم يا سيدي، انا مش عارف حأعمل ايه، مش حأقدر اجيب صحبتي البيت لأنه دنيا حتكون موجودة وممكن تفتن عليا  ، ساد الصمت بداخل السيارة ولم نسمع سوى هزيج إطارات السيارة وهي تتحرك على الطريق. فجلست افكر، وقلت له:   طيب جيب صحبتك لما تروح دنيا عيد الميلاد   فقال:   أوكي بس انا عايز اقعد اكتر مع صحبتي، يعني عاوز استغل الفرصة دي  ، فصمت قليلا، ثم قلت له:   واللي يروقلك الجو ويبعدها عن البيت؟  ، سألني:  قصدك إيه؟  ، قلت:   يعني مثلا أخد دينا كايرولاند أو أمشيها في أي حتة  ، رد:  بجد؟ ممكن تعمل كده؟ دنا مش حنسالك الجميل ده أبدا  ، - شهوته لصحبته عمت عيونه – فسألني:   طيب ممكن هي توافق؟  ، بالطبع انا متأكد، ولكن لكي أبعد الشكوك عن نفسي وحتى لا يتسائل أحد لم خرجت معي بالذات قلت:  ماأظنش إلا إذا انت أقنعتها  ، قال:   سيب المسألة دي عليا، انا حأقنعها وانت ابعدها عن البيت  ، - الكلام القادم ياجماعة كله هذر وتمويه عشان ابعد الشكوك عني- فقلت:   طيب، بس لي طلب صغير   قال:   ايه هو؟   قلت:   انا عاوزك تعرفني على البنت اللي كانت قاعدة معانا في الكوفي شوب امبارح  ، فضحك وقال:   بس دي محجوزة   قلت:  أي واحد من الجالسين حاجزها؟  ، قال:   ماكانش جالس معانا، هي كانت جاية مع اختها اللي كانت جالسة قصادي  ، فقلت له:  يعني ايه؟ مش حتقدر؟   قال:  أحاول، هي ممكن تيجي الليلة مع الشلة، اذا جات، انا اوعدك احاول اعلقهالك  ، وصلنا الى   الكوفي شوب   ولم تأتي الفتاة، فنظر الي   يوكوزونا   وهز كتفيه اشارة الى انه لا يستطيع فعل شيء لأنها لم تحضر. لم اكن اهتم أكثر من اهتمامي لمقابلة دنيا. بعد مضي الوقت في المقهى ركبنا السيارة وتوجهنا الى بيوتنا. رجعت إلى المنزل وجلست في الصالون كعادتي في انتظار رنين التلفون. رن جرس التلفون، فإذا بدنيا تكلمني وتقول لي:   يافوفي، عندي ليك خبر حلو   قلت:  هو ايه؟   قالت:  انا قاعدة ومش رايحة معاهم مرسى مطروح   قلت:  وانا كمان مش قاعد هنا الا عشانك  ، فقالت:  طب وحنتقابل ازاي؟  ، قلت لها:   خلي الأهل يمشوا وبعدين نرتب المقابلة مضبوط  . جلسنا نتحدث طويلا حتى بدأ يغالبني النعاس، فأغلقت السماعة وذهبت للنوم. إستيقظت في الصباح على صوت الأهل وهم يرتبون اغراضهم للرحيل إلى مرسى مطروح، فأخبروني إن أردت شيئا أن اتصل بهم – طبعا يا جماعة ولا حسأل فيهم وسويت نفسي اني زعلان عشانهم ماشيين وساعدتهم انهم يرتبو اغراضهم -، جلسوا الأهل في انتظار اهل دنيا ليمروا عليهم، وبعد قليل جاءوا أهل دنيا وذهبوا أهلي معهم. جلست انظر اليهم من النافذة حتى اختفت السيارة عن ناظري. سعدت كثيرا اني وحدي الأن ويمكنني فعل ما أشاء. اتصلت على المرأة صاحبة الشقق المفروشة و الغيت حجزي للشقة، الأن لدي المكان الذي استطيع ان انيك فيه وان انام في نفس الوقت بدلا من   الشحططة   وسيارات الأجرة. اتصلت على   يوكوزونا   وسألته:   ها؟ الجماعة مشيوا والجو خليلك يا مان (من عاشر القوم...)   فقال لي:   بص انا اقنعت دنيا انك تمر عليها عشان تروح تشتري هدية لعيد ميلاد صحبتها بكرة، فتعال انت على الظهر وخد عربيتي وانزل معاها السوق، وانا صحبتي حاتجيلي بتاكسي، بس ما ترجعهاش البيت الا لما تتصل بي الأول على الموبايل وتقولي انك جاي عشان اقدر امشي صحبتي   قلت له:   اتطمن يا مان، انا حأحاول اتأخر في السوق قد ما أقدر عشان تاخد راحتك، وحأكلمك قبل مارجع دنيا البيت   فقال:  اوكي يامان اتفقنا، خلاص استناك الظهر!!!   قلت له:   حأكون عندك قبل الظهر  . قبل الظهر بساعة دخلت الحمام لأغتسل ومن ثم لبست ملابسي ونزلت من البيت، فلمحت حارس العمارة التي نسكن فيها انا واهلي وهو يلقي علي التحية، نسيت أمر هذا الرجل، فهو يعرف دنيا ومن الممكن ان يتفوه بأي كلمة لأهلي أو لأهل دنيا، عموما ركبت التاكسي وجلست أفكر كيف ٍأخذ دنيا الي بيتي دون ملاحظة هذا الحارس. ذهبت لمنزل   يوكوزونا   وصعدت الى غرفة المعيشة، فأتى   يوكوزونا   وأعطاني مفاتيح سيارته وقال لي:  ممكن يا فهد تاخد دنيا تشتري هدية لعيد ميلاد صحبتها؟ اصل انا تعبان شوية   قلت له:  مافيش مانع   فتغامزنا انا وهو، ثم نادى على دنيا، فإذا هي خارجة من غرفتها تلبس جينزا ضيقا وقميص   محزق   فوقه جاكيت خفيف. كان شكلها مغري و   سكسي   جدا. فخرجنا سويا وركبنا السيارة. اثناء وجودنا بالسيارة بدأت اتحدث مع دنيا، فقلت لها:  مالك شكلك مش على بعضك   قالت:  لأ مافيش بس ما دي اول مرة اقعد معاك لوحدي بعيد عن الناس  ، فقلت لها:   ايه رأيك ناخد ايس كريم ونتمشى؟   فوافقت، ونحن نتجول بالسيارة قلت لها: انا ما نسيتش يوم المطعم لما كنا بنلعب برجلينا مع بعض   فإبتسمت بكسوف وقالت:   انت لسه فاكر؟   قلت لها:  وفاكر كل كلمة قلتيها لية على التليفون في نفس الليلة   وبدأنا ندردش ومن ثم سألتني:   طب فاكر انك قلتلي انك حتوريني حاجة؟   قلت لها بإستعباط شديد:  اوريكي ايه؟   قالت:   ماعرفش، انت الظاهر نسيت   فقلت لها:   للأ ما نسيتش، انت قصدك اني اشرحلك ازاي الراجل والست بيعملوا مع بعض   قالت:   وحتوريني ازاي؟   فخفت ان تهرب مني اذا قلت لها اني اريد ان اخذها لبيتي واشرح لها هناك. فقلت لها:   بصي انا عندي افلام زي الفلم اللي شفتيه لما اخوكي واصحاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق